بعد أن كسّر عظامهم، “خبراء” جزائريون يدعون الجيش المغربي إلى المواجهة بالأيدي
عبدالقادر كتــرة
في شطحة غريبة مثيرة للسخرية والضحك، وبعد أن تكسرت عظامهم وتشتت أشلاء جرذانهم وفئرانهم، دعا “خبراء” جزائريون جنود القوات المسلحة الملكية المغربية إلى النزول إلى الحلبة الميدانية للمواجهة بالتشابك بالأيدي والملاكمة والقفز والنطّ ونتْف الشعر وتجاذب القشابات والجلالب…
لم تجد مزابل الإعلام الجزائري الرسمي وقنوات صرفه الصحي من مواضيع تتحدث فيها وتفيد بها الجزائريين إن كانوا لا يزالوا يقرؤونها، إلا التباكي على انكسار عساكر النظام العسكري الجزائري وجرذان وفئران صنيعته عصابة البوليساريو، على صخور جدار العزة والكرامة بأقاليمنا الصحراوية الجنوبية تحت رعاية الطائرات المسيرة التي لا تعرف رحمة ولا شفقة وتصطادهم بغاية الدقة اللامتناهية وتحولهم إلى عدم.
مقال غبي وصبياني ذلك الذي نشرته جريدة العسكر الجزائرية “الشروق” نحن عنوان :”خبراء يفسرون استعماله الطائرات المسيرة في العدوان بالمنطقة: الجيش المغربي غير قادر على المواجهة الميدانية”، كما لو كانت الحروب عبارة عن منازلة في الملاكمة أو مباراة في كرة القدم أو مبارزة في المسايفة أو سباق في مسافة …، ومن شروطها النزول إلى ساحة الحرب على غرار الصعود إلى الحلبة أو الدخول إلى رقعة الميدان، والكرّ والفرّ واللف والدوران…
جيء ب”محللين” أو “متحللين” سياسيين و”خبراء” عسكريين في الخطط و “كونتر” الخطط على حدّ تعبير كبيرهم، والاستراتيجيات العسكرية المختصة في الطوابير لتوزيع الحليب والزيت والعدس والحمص، منهم السكير المتحلل المطرود من العسكر الجزائري بائع شرفه “مختار مديوني” (الذي منع من حمل اسم عقيد) الذي قال: ” إن العمل الإرهابي الذي قام به المغرب ووصفه بيان الخارجية الجزائرية بأنه إرهاب دولة يؤكد بشكل أوضح أن مثل هذه الأعمال الجبانة ذات طابع إسرائيلي محض باعتباره استهدافا لمدنيين عزل في توقيت الفجر وهم يؤدون الصلاة وفي شهر يقدسه المسلمونّ.“
ويتساءل المرء كيف لهذا المتحلل السياسي أن يحدد وقت القصف كما لو كان مرافقا للقافلة أو موجها لها ممثلا للنظام العسكري الجزائري ومحاميا له، ويجزم بأن هؤلاء الجرذان كانوا يقيمون صلاة الفجر في الفيافي والقفار بالصحراء المغربية والليالي الحالكة، في شهر رمضان المبارك يقدسه المسلمون، بل زاد على ذلك واعتبر أن العملية من تخطيط الإسرائيليين…
من جهته، أكد “الخبير الاستراتيجي”، محند برقوق وهذا اسم على مسمى، يزعم بكلّ غباء وهبل “أن المغرب لا يمتلك قرارا وبمثل هذه الأعمال الإرهابية مجرد عنصر منفذ لخطط الصهيونية العالمية”، دون أن يلفت الانتباه لممارسة النظام العسكري الجزائري للعمل الإرهابي عبر تجنيد وتسليح الجماعات الإرهابية للاعتداء على السيادة المغربية طيلة 47 سنة وصرف أكثر من 500 مليار دولار من قوت الشعب الجزائري، كما أن العدوان الجزائري المتواصل يهدف إلى إنتاج شروط عدم الاستقرار في المنطقة ومحاولة جرّ دول الجوار إلى وضعيات غير آمنة .
المملكة المغربية الشريفة تنتهج استراتيجية طويلة المدى هي بمثابة استراتيجية “إفشال” أهداف يحاول النظام العسكري الجزائري منذ انخراطه عام 1975 كفاعل ضمن السياسات التوسعية وتجزيء المغرب وإضعافه وفرملة نموه، تحقيقها، ضمن المشروع الشيعي الشيوعي الخبيث.
الجيش المغربي يمتلك تكنولوجيا متطورة، إضافة إلى أن الجنود المغاربة بواسل ولهم تجربة طويلة في سحق الميليشيات وقطعان الجرذان والكلاب الضالة ومسلحي الجزائر الذين يعانون من أزمات نفسية خطيرة، تؤدي بهم في غالب الأحيان إلى الانتحار، بسبب طول المدة التي يقضونها في الخنادق/المقابر في محاولات لاختراق جدار العزّ والكرامة الذي أقامه المغرب لوضع حدّ لتسلل المرتزقة وتشتيت الخنازير التائهة القادمة من الحدود الشرقية الجنوبية المغربية.
لقد أصبحت الطائرات المسيرة سلاحا قاتلا ومدمرا يستعمله المغرب للقضاء على العصابات المافياوية والجماعات الإرهابية ويزرع الرعب والفزع في فلولها وعرابيها، ولا زالت عصابة المرتزقة الانفصاليين تحصي قتلاها وتبحث عن أشلائهم وتعدُّ جرحاها وتتألم على أسراها ، إلى حدّ منع أسرهم من التصريح بهم بل حتى دفنهم بحضور عائلاتهم تجنبا لإضعاف معنوياتهم وبالتالي فقدان آمال وأوهام وأحلام جمهورية وهمية .
النظام العسكري الجزائري لا يتوقف بخبثه عن التخطيط وتنفيذ الأعمال العدوانية الجبانة ضد المملكة المغربية الشريفة خاصة أنها تتخذ من الحدود المغربية الموريتانية مسرحا لها، في محاولة بئيسة للفصل بين شعوب المنطقة وقطع أواصر التواصل بينها، مع الإشارة إلى الجرائم التي ارتكبها ويتركبها العسكر الجزائري في حقّ الشباب الموريتانيين العزل المنقبين عن الذهب في شمال/جنوب موريتانيا وتصفيتهم بدم بارد بالرصاص كالطرائد بل حتى إحراقهم في كهوف التجأوا إليها هروبا للنجاة بأنفسهم.
نظام جنرالات ثكنة بن عكنون الحاكمين في الجزائر يعيشون وضعا غير سليم بسبب غياب الديمقراطية وممارسة القمع والاعتقالات وملء السجون التي لازالوا يبنونها بدل المدارس والجامعات والزج بالنشطاء الحراكيين والحقوقيين والصحافيين والأطباء والمحامين والمعارضين الذين يلاحقونهم وقايضوهم مقابل الغاز والبترول بالمجان لتسلمهم والانتقام منهم ومن أسرهم.
هذا الوضع أنتج أزمة بعنوان: مع من يتم التعامل؟ فالمجموعة الدولية تواجه صعوبة في التعامل مع النظام العسكري الجزائري المعزول وجنرالاته ورئيسه المعين عبدالمجيد تبون ووزرائه الذين أغلهم يحاكمون إلى جانب عدد كبير من رجال الأعمال بالفساد واستغلال النفوذ، ولا أحد يعرف من يملك القرار على مستوى الداخل أو مستوى المحافل الدولية التي تبدو فيها الجزائر دولة تحت الحماية الفرنسية والحماية الشيعية والحماية الروسية كما أصبح الشعب الجزائري ينظر بعين الريبة إلى سياسة دولته وأنها مجرد سوق تجاري ضخم يتنافس فيه جنرالات العشرية الدموية السوداء ، كما أن السلطة لم تعد موحدة ويمكن اختصار الوضع في الجزائر بأنه لا أحد يحكم والكلّ يحكم….