فلول محاكم التفتيش في إسبانيا
يشكل استمرار بعض التوجهات المتطرفة من داخل بعض المجتمعات تهديدا للشعوب أكثر منه تهديد للأنظمة.
وتظل عقليات القومجيات واحدة من المؤامرات الداخلية التي تؤمن بالواقع لأنها أسيرة الخرافة والميتافيزيقا.
ما يدعو إليه حزب بوديموس الإسباني وامثاله مثال حي على ذلك وخاصة في اتجاه معاكسة مصالح المغرب، وهو أمر عادي لأن بعض من يسار العدم لازالوا يضعون على أعينهم نظارات العقلية الإستعمارية الناهبة لثروات المستعمرات السابقة الواقفة ضد كل تقدم أو نمو لهذه الدول.
خروج بوديموس وبعض التيارات الاخرى على الإجماع الوطني الإسباني هو مجرد زوبعة تريد تحريك النعرات الفرانكوفونية لبعض العائلات الإسبانية واستقطاب المتطرفين والمتعصبين الحالمين باستمرار الإستعمار.
فتح زعماء اليسار العدمي لحزب حديث تأسس سنة 2014 محاكم التفتيش وأعلنوا حرب على مصالح الشعب الإسباني.
معاكسة حزب بوديموس وامثاله مصالح المغرب كذلك نابع من عقلية يسارية عدمية ترى في الآخر مجرد تابع غير مؤهل وغير راشد وعليه ان يبقى تحت رقابة المستعمر القديم وأن أي تفكير في السيادة الوطنية والتحرر الوطني وبناء الذات بمعزل على كل ما هو ماضوي تقلدي هو جريمة على محاكم التفتيش أن تفتح زنازينها.
وكعادة اليساريين المشدودين لعقلية ستالين يريد بوديموس التحكم في الإسبان وفي قراراتهم السيادية، لأنهم يؤمنون كثيرا بأن نجاح المشروع الوطني الإسباني الذي اقتنع بأن مصالحه الإستراتيجية لايمكن لها أن تصان إلا بشراكة حقيقية وإعادة بناء علاقات متتجددة مع الرباط، الشيء الذي يهدد وجودهم كحزب.
لأجل ذلك خرجوا للنباح وسيواصلون معاكسة مصالح المغرب على الهواء فقط لأنه على مستوى الورق والواقع هناك مرحلة جديدة أعلن عنها أمس بالرباط تؤرخ لشراكة بقواعد وشروط جديدة مبنية على الثقة والوضوح.