الجزائر : إقصاء من مونديال قطر وتقهقر في الترتيب العالمي وخسارة 140 مليار سنتيم
عبدالقادر كتــرة
تجرع النظام العسكري الجزائري ومعه الجمهور الرياضي الجزائري مرارة الهزيمة والإقصاء من المشاركة في مونديال قطر خلال الصائفة المقبلة، كانت الصدمة قوية بعد أن انقلبت الموازين من الانتصار والتأهيل إلى الاندحار والإقصاء، في ظرف ثوان معدودات، وفشل بصفة رسمية، سهرة يوم الثلاثاء 29 مارس 2022، المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم في التأهل لمنافسة كأس العالم 2022 المُقررة بقطر، وهو الأمل والطموح الذي كان يراود تحقيق أحلام الجزائريين.
إقصاء “ثعالب الصحراء” جاء على يد المنتخب الكاميروني ليفشلوا في بلوغ المونديال للمرة الخامسة في تاريخهم، وهو ما شكل صدمة كبيرة للنظام العسكري الجزائري قبل الشعب الجزائري، لاستثمارها في تنويم الشعب وإلهائه عن المشاكل والأزمات التي يتخبط فيها والطوابير التي يقضي فيها معظم اوقاته بحثا عن مادة غذائية، خصوصا أن شهر رمضان المبارك على الأبواب.
كما دخل الكثير من الجزائريين في حالة جراء الصدمة في هيستيريا غريبة وغير مسبوقة وانهار العديد منهم بالبكاء والنحيب والولولة، بعد ان استفاقوا من غيبوبتهم وتأكدوا من واقع حالهم وحقيقة معيشتهم لما هو آت.
من جهة أخرى، فقدت كرة القدم الجزائرية امتيازات كبيرة عقب إخفاق المنتخب الوطني في التأهل إلى بطولة كأس العالم، المقررة نهاية العام الجاري بقطر، حيث سيسجل تقهقرا مهما في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (من المحتمل أن يتراجع إلى الصف 50 عالميا و10 إفريقيا)، كما ستضيع مكاسب مالية ضخمة كانت ستنعش خزينة الاتحاد الجزائري للعبة، هو في أمس الحاجة لها في عز الأزمة الاقتصادية التي يعيشها.
وسيعرف المنتخب الوطني، حسب الإعلام الجزائري، انهيارا كبير في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، عقب إخفاقه في التأهل إلى كأس العالم، حيث سيتراجع بخطوات كبيرة إلى الوراء وقد يعود إلى نقطة الصفر التي كان عليها قبل ثلاث سنوات، عندما دفع ثمن حالة لا استقرار بين 2017 و2018، بسبب القرارات الارتجالية للاتحادية السابقة التي وقعت في أخطاء جسيمة، بالتعاقد مع مدربين جرجروا المنتخب إلى أسفل المراكز بسبب النتائج الفنية السلبية التي توالت في عهدي الناخبين السابقين، الاسباني لوكاس ألكاراز والجزائري رابح ماجر.
ونجح المدرب جمال بلماضي في الخروج بالمنتحب الجزائري، حسب نفس المصادر، “من النفق المظلم إلى التتويج بكأس أمم إفريقيا سنة 2019 بمصر، وتمكن من قيادة المنتخب الوطني لسلسلة تاريخية من المباريات من دون هزائم 35 مباراة، ما سمح للجزائر القفز إلى أعلى المراكز في تصنيف “الفيفا”.
وبدأ الفشل يطارده في قيادة “ثعالب الصحراء” بعد إقصائه في الدول الأول من “كان” الكاميرون والاحتفاظ بالكأس الأفريقية، ودفع ثمن ذلك في وقت سريع بتسجيل سقوط حر في ترتيب الفيفا بـ12 مركزا ليتراجع في تصنيف شهر فبراير للمركز 43 عالميا، ومن المتوقع أن يستمر ذلك في ترتيب الاتحاد الدولي القادم الذي ستكشف عنه الفيفا مع بداية شهر أبريل.
من جهة ثانية، ضيع الاتحاد الجزائري لكرة القدم، حسب الإعلام الجزائري، مكاسب مالية ضخمة جراء فشل المنتخب الوطني في إدراك الدورة النهائية من بطولة كأس العالم المقررة بين شهري نونبر ودجبر بقطر.
مكافاة التأهل فقط إلى المونديال التي رصدتها الفيفا هي 2 مليون دولار أي ما يعادل 30 مليار سنتيم بالعملة المحلية، كما ستتحصل كل المنتخبات المـتأهلة إلى الدور 32 للمونديال على مكافأة إضافية تقدر بـ10 ملايين دولار.
الفاف ضيّعت على الأقل 140 مليار سنتيم من التأهل والمشاركة في الدور الأول لكأس العالم، علما أن هذا المبلغ سيزيد حسب المرحلة التي تصل إليها المنتخبات المـتأهلة، فمكافأة الدور الـ16 تقدر بـ12 مليون دولار وربع النهائي بـ18 مليون دولار، وصاحب المركز الرابع سيتحصل على 25 مليون دولار والثالث سينال 30 مليون دولار، أما وصيف البطل فيحصل على 40 مليون دولار والبطل على 50 مليون دولار أمريكي.