مأساة الطفل ريان.. بأي صفة يشكر بوريطة المغاربة ؟؟
رحم الله الطفل ريان وتقبله الله شهيدا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
دعونا ننظر إلى حادث الطفل ريان رحمه الله من زاوية أخرى استغلها العديدون لجني المكاسب.
وزير الخارجية بوريطة خرج بتصريح يعد فيه المغاربة بتقديم المستجدات ومتقدما بالشكر لهم و لجميع السلطات والمصالح والمتدخلين في عملية إنقاذ الطفل ريان.
خروج بوريطة بلا صفة ولا تفويض للحديث في الموضوع غير مفهوم، فلو تدخل وزير الداخلية أو وزير الصحة أو إدارة الوقاية المدنية للحديث في الموضوع كان سيكون أمرا مقبولا، أما أن يخرج وزير الخارجية وهو ليس ناطقا رسميا للحكومة ويدلي بتصريحات لا تدخل ضمن مجال إختصاصاته ، فهدا خير دليل على التخبط و ” جيب أفمي وقول” ، وهو سلوك يؤكد مرة أخرى الخرجات غير المحسوبة لوزراء حكومة أخنوش.
في نفس سياق الإستغلال والاسترزاق وليس التعاطف لحادث الطفل ريان الذي غزى منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت بعض القنوات الفضائية الأجنبية و الالكترونية وحسابات وقنوات على موقع يوتوب، والتي جعلت من نقلها المباشر عرض مغري للمشاهدة ويجلب عائدات مالية، علما أن حادث ريان ليس بمعزول عن حالات كثيرة وقعت بالمغرب وغير المغرب وتعرفها كل محيطات وجنبات الآبار العشوائية، وهنا كان على الحكومة الغائبة أن تتدخل من أجل ضبط الأمور عبر بلاغات لثني (هذه القنوات التي لم تعرض الدول التي تمولها أي مساعدات في هكذا حالات بشكل رسمي كما فعل المغرب في العديد من المناسبات ) عن الإستغلال البشع لهذه المأساة .
و الأخطر في عملية الإستغلال المادي لقضية الفقيد الطفل ريان، هو أنه في الوقت الذي كنا ننتظر فيه بلاغا من النيابة العامة لفتح تحقيق في هذا الحادث حتى ولو كان عرضيا ، أقدم البعض على نسخ صورة الطفل ب” تيشورتات” لبيعها وآخرون باشروا عمليات نصب تحت ذريعة جمع تبرعات ؟.
تعاطف المغاربة ومعهم العالم مع الفقيد ريان يعكس الجانب الإنساني لكنه لايحجب المظهر السلبي والسلوك المشين والاستغلال البشع لمأساة الطفل الفقيد الدي كان في حاجة إلى أمرين لا ثالث لهما، أولا التسلح بالدعاء الخالص للباري تعالى لحفظ الفقيد ريان، وثانيا إلى تدخل سليم بوسائل سليمة و في الوقت المناسب، وليس إلى تدخل عمي علي الصحراوي الذي استغلت جهات معادية للوحدة الترابية كنيته بالصحراوي وقدمته كصحراوي منتسب إليها.
حتى سعد الدين العثماني رئيس الحكومة السابق الذي أراحتنا الإنتخابات الفارطة من خرجاته المستفزة، إستغل هو الآخر هذا الحادث المأساوي لكسر اختفائه عن الأنظار .
عظم الله أجر عائلة الفقيد ريان والتي لن تخفف عنها هذا المصاب الجلل ، سوى تعزية جلالة الملك الذي يحس بمعاناة المغاربة، همه الوحيد هو إسعادهم..و جميعنا يتذكر عندما ضرب وباء كورونا بلادنا وتوقفت العجلة الاقتصادية، أمر جلالة الملك بتخصيص راتب لكل من فقد شغله، ثم عمم ذلك لمدة ثلاثة أشهر متتالية .
المصدر : بلادي أون لاين