مفتاح اغتيال مغاربة وجزائريين وموريتانيين بدولة مالي، عند النظام العسكري الجزائري

مفتاح اغتيال مغاربة وجزائريين وموريتانيين بدولة مالي، عند النظام العسكري الجزائري

عبدالقادر كتــرة

لا شكّ أن المرء يتساءل عن المجرمين الذين يواصلون ارتكاب فظاعاتهم وحماقاتهم بالمناطق الحدودية المحاذية للجنوب الجزائري خاصة  بمنطقة حدودية مع دولة مالي بالساحل  يشرف عليها النظام العسكري الجزائري ويوظف فيها جماعات إرهابية  يتحركون بأوامره،  على رأسها  ميلشيات “بوليساريو”  ومقاتلي “حزب الله” ومرتزقة “فاغنير” وجماعات إرهابية مثل  “تنظيم الدولة الإسلامية” و”القاعدة” و”داعش” و”جماعات مجهولة” الذين يجدون كلُّهم دعما ماديا وماليا ولوجستيكيا وسلاحا ويتخذون من بعض مدن الجنوب الجزائري قواعد للانطلاق لتنفيذ عملياتهم والعودة لتلقي الأوامر والتحضير لعمليات أخرى.

لقد أقدم  مجرمون إرهابيون، منتصف الشهر الحالي،  على قتل 7 موريتانيين في مالي  من مربي الماشية كانوا متوجهين إلى مالي مع قطعانهم بحثاً عن المراعي قرب بلدة نارا الحدودية مع موريتانيا.

وأعلنت الحكومة المالية فتح “تحقيق شفاف وسريع سيتم إطلاع الجانب الموريتاني على نتائجه. وشدد وزير اللامركزية والإدارة الإقليمية “عبدالله مايغا” على أن “الحكومة ترفض تحميلها أي مسؤولية وتؤكد أنه في هذه المرحلة لا يوجد أي عنصر حول تورط” الجيش المالي في الجريمة، مؤكداً أن “كل الإجراءات ستتخذ لاعتقال مرتكبي هذه الأعمال المأسوية وتقديمهم إلى العدالة“.

وكانت الرئاسة الموريتانية أعلنت في بيان يوم الجمعة 21 يناير 2022، إرسال وفد إلى باماكو “لكشف ملابسات” مقتل هؤلاء الموريتانيين،  عقب تظاهرة نظمها في اليوم نفسه في العاصمة نواكشوط سكان مقاطعة عدل بكرو (1100 كلم غرب نواكشوط) التي يتحدر منها الضحايا والواقعة على الحدود مع مالي.

وسبق أن لقي سائقا شاحنتين مغربيين مصرعهما وجرح سائق ثالث، خلال شهر شتنبر الماضي في نفس المنطقة،  على إثر هجوم مسلح لم تعرف بعد هوية منفذيه في مالي بعد، أثناء نقلهم أسماكا في شاحنات كبيرة يتم تصديرها من المغرب إلى دول أفريقية، وفقاً لما أفادت مصادر دبلوماسية مغربية وأمنية مالية .

وقال مصدر دبلوماسي مغربي في باماكو : “قتل مغربيان كانا يسوقان شاحنتين لنقل البضائع باتجاه باماكو، بينما جرح ثالث السبت”.  من جانبه أكد مصدر أمني مالي أن الضحيتين “قتلا على يد مجموعة مسلحة قرب بلدة ديديني”، مشيرا إلى “نشر قوات أمن في موقع الحادث“.

ونقلت وكالة الأنباء المغربية الأحد عن شهود أن أفراد المجموعة المسلحة كانوا “مختبئين بين الأشجار على جنبات الطريق”، وأنهم “كانوا مقنعين ويرتدون واقيات من الرصاص ولديهم أجهزة اتصال لاسلكي”. وأضافت الوكالة أن السفارة المغربية في باماكو على اتصال مع السلطات المختصة في البلدين، مشيرة إلى “طلب فتح تحقيق من طرف السلطات المالية لمعرفة ملابسات الحادث واتخاذ ما يلزم من إجراءات“.

من جهة أخرى، نفس العناصر المجرمة التي نفذت العمليات السابقة، قامت بقتل ثلاثة جزائريين سائقي شاحنات جزائريين في ظروف لا تزال غامضة على طريق “نواكشوط ورقلة”.

 النظام العسكري الجزائري دبّر الحادث واستغله لدفع التهم عنه في مقتل الضحايا الموريتانيين والمغاربة الجزائر وذلك باتهام  القوات المسلحة الملكية دون أن يتم  تحديد المكان الذي قتل فيه الجزائريون الثلاثة، او تقديم أي دليل إلى حدّ كتابة هذه السطور.

ومن خلال اتهامها للمغرب هذه المرة، تحاول الجزائر إيصال رسائل إلى الرئيس الموريتاني محمد الشيخ ولد الغزواني وتحذيره من أي تنسيق أمني وعسكري محتمل مع المغرب.

ونقل موقع قناة العربية الإلكتروني عن مصدر مغربي رفيع المستوى، نفيه شن القوات المسلحة الملكية المغربية غارة على أهداف مدنية أو عسكرية في الأراضي الموريتانية أو الجزائرية.

وأضاف المصدر ذاته أن القصف الجوي المغربي لشاحنات جزائرية في طريقها إلى موريتانيا “قضية مفتعلة وسبق للسلطات الموريتانية نفيها“. وتابع أن “الجزائر تريد افتعال أزمة حول استعمال القوات المسلحة الملكية طائرات الدرون (المسيرات) التي قلبت موازين القوى“.

وسبق أن حذر قائد أركان الجيش الموريتاني، الفريق “محمد بمبه ولد مكت”، نهاية أكتوبر الماضي، من أن جماعات إرهابية “تعيد تنظيم نفسها باستمرار وتتكتل في منطقة الساحل الإفريقي“.

جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماع انعقد عبر تقنية “الفيديو كونفرانس” لقادة أركان جيوش دول “مبادرة 5+5” التي تترأسها موريتانيا حاليا.

ومبادرة “5+5” تهدف للتنسيق في قضايا الهجرة والأمن والدفاع، وتضم بلدان المغرب العربي (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، موريتانيا) والدول الأوربية الموازية لها من الضفة المتوسطية الأخرى، وهي: فرنسا وإسبانيا وإيطاليا ومالطا والبرتغال.

وقال ولد مكت، في كلمته التي نشرها الموقع الإلكتروني للجيش الموريتاني، إن “الجماعات الإرهابية تعيد تنظيم نفسها باستمرار وتتكتل وتنشئ إمارات يتمدد نشاطها في كامل منطقة الساحل الإفريقي“.

وأضاف أن “هذه التنظيمات تقوم بالتنسيق مع مجموعات متطرفة نشطة في بلدان أخرى من القارة (الإفريقية) وتستفيد من شبكات التهريب والمخدرات وهشاشة المناطق الحدودية”، دون مزيد من التفاصيل.

وتنشط بمنطقة الساحل الإفريقي العديد من التنظيمات المتطرفة، بينها فرع “القاعدة ببلاد المغرب”، حيث تشن هذه التنظيمات من حين لآخر هجمات تستهدف الثكنات العسكرية والأجانب بدول الساحل، خصوصا في مالي.

وفيما تحولت منطقة الحدود الثلاثة المشتركة بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، إلى معقل جديد للتنظيمات المتشددة، أخفقت عملية “برخان” الفرنسية، التي تضم 5100 جندي في تطهير المنطقة من المسلحين، رغم وجود قوات من الاتحاد الإفريقي ووصول دعم عسكري من دول أوروبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *