النظام العسكري الجزائري يعترف بجريمة قتل مواطنيه بعد رفضه إخضاع جثتهم للتشريح الطبي قبل دفن التوابيت دون معرفة ما بداخلها
عبدالقادر كتــرة
اعترف النظام العسكري الجزائري بتورطه باتفاق مع مرتزقته من “بوليساريو” بحرق وتدمير الشاحنات الجزائرية والادعاء ب”مقتل الجزائريين الثلاثة ” بالمنطقة العازلة في الصحراء المغربية ، يوم ثاني نونبر من الشهر الجاري.
تورط النظام العسكري الجزائري تؤكده أدلة لا غبار عليها يجسدها سلوك وتصرفات جنرالات ثكنة بن عكنون، حيث رفضوا إخضاع جثث الضحايا (إن كانت هناك حثث) للتشريح الطبي لمعرفة أسباب الوفاة تساعد في التعرف على ظروف الحادث، كما أن النظام العسكري الجزائري قدّم ثلاثة توابيت لأسر الضحايا عليها الراية الوطنية الجزائرية دون فتحها والاطلاع على ما بداخلها، وتبديد شك فراغها، إضافة إلى عدم الإفصاح عن الأشخاص الذين نقلوا الجثث من مكان الحادث إلى المستشفى.
يضاف إلى كلّ هذا، تساؤل آخر حول أسباب ومغزى تأريخ الحادث في فاتح دجنبر (ذكرى ثورة أول نفمبر)، كما صرحت به الرئاسة الجزائرية، في الوقت الذي وقع الحادث يوم ثاني نونبر، مع الإشارة إلى تمسك جريدة الشروق العسكرية في الاستمرار بنشر صور لشاحنات تحترق تم تصوريها في شهر غشت الماضي ولا علاقة لها بالحادث.
وتم يوم الأحد 08 نونبر 2021، نقل جثامين الرعايا الجزائريين الثلاث الذي قتلوا في الحادث، إلى المستشفى المختلط ”سي الحواس” بتندوف لنقلهم إلى ولاياتهم حيث تم دفنهم تحت حراسة مشددة من طرف العسكر الجزائري والمخابرات الجزائرية.
الصحافي الاستقصائي الجزائري والكاتب المعارض وليد كبير أكد على “أن منفذي العملية والمصور تم اغتيالهم عند عودتهم الى تندوف وأما الجثث قد تم دفنهم بدون تشريح ولم يسمح لعائلات الضحايا إلقاء اخر نظرة على جثث السائقين “.
وأضاف “أن فضيحة الشاحنات ستزلزل الكابرنات ودميتهم تبون أمام المحافل الدولية لأن المغرب والأمم المتحدة يمتلكان الأدلة الدامغة بأن أفراد من البوليساريو هم الذين نفذوا العملية وفروا بجثث السائقين الى تندوف قبل وصول المينورسو الى مكان الحادث. المخابرات الجزائرية تعلم جيدًا أن في سماء الصحراء وسماء الجزائر أقمار صناعية مغربية تحرس الحدود وتصور كل تحركات الجيوش الجزائرية ومرتزقة البوليساريو 24/24. انهم حقا اغبياء وسيؤدون الثمن غاليًا هذه المرة”.
موقع إلكتروني دعائي للانفصاليين وموالي للنظام العسكري الجزائري أشار إلى أن ” الأمم المتحدة تشكك في الرواية الجزائرية، والإعلام العربي والأوروبي يتهم ”شنقريحة” بمحاولة جرّ المنطقة إلى حافة الخراب…!!“
وكتب في مقال نشره :” ما كشف عنه “فرحان حق”، نائب الناطق الرسمي للأمم المتحدة، وهو يجيب على أسئلة صحفي بشأن اتهام قصر المرادية للرباط بقصف شاحنتين يوم احتفالات الفاتح من نوفمبر المجيد، وتعكير صفو الفرحة الشعبية الجزائرية بإحراق ثلاثة مواطنين جزائريين داخل شاحنتين…، حيث قال الموظف الأممي أن الشاحنتين الجزائريتين كانتا مركونتين في الجزء الشرقي من الصحراء الغربية بمنطقة “بئر لحلو” وبعيدتين عن المسار الجزائري الموريتاني الآمن، وأضاف أن النتائج الأولية للتحقيق الذي أجرته بعثة المينورسو تؤكد أن الحادث كان يوم الثاني من نوفمبر وليس الفاتح منه – كما جاء في البيان الرئاسي الجزائري-، ردا على سؤال لصحفي حول أسباب تواجد الشاحنتين في أرض ترابية بعيدة عن المسار التجاري التقليدي بين الجزائر وموريتانيا أجاب بتعجب: “لا أعرف سبب وجود الشاحنتين في هذا المكان…!!؟” مشيرا إلى أن المسألة قيد التحقيق.“
وزاد أن “ما جاء في الندوة الصحفية الأممية جد محرج للنظام الجزائري، حيث يبدو من كلام “فرحان حق” أن المنتظم الدولي يتهم الجزائر ضمنيا بافتعال تلك الحادثة وإحراق الشاحنتين وإعدام المواطنين الثلاث ذوي الجنسية الجزائرية، لرفع درجات التوتر والعثور على ذريعة من أجل التورط في الصراع العسكري ودعم الجيش الشعبي الصحراوي، العاجز حتى الآن عن تحقيق النصر الميداني والدبلوماسي…، هو نفس المنطق الذي تبنته جميع الدولة العربية والإسلامية؛ حيث قال الإعلام القطري بشكل رسمي عبر جريدة “العرب”، أن الجزائر افتعلت حادثا مأساويا فوق أراضي الصحراء الغربية من أجل جر الرباط إلى مواجهة عسكرية مباشرة.“
وأضاف الموقع البوليساري :” خطورة الموقفين الأممي والعربي، يعري عن وجهة نظر واحدة، يدعمها الإعلام الأوروبي بقوة، حيث نشرة القناة الألمانية DW الناطقة باللغة العربية، مقطع على صفحتها بتقنية الفيديوغراف، وصفت فيه قائد الجيش الجزائري، “السعيد شنقريحة”، بمهندس العداء مع المغرب وأحد رموز العشرية السوداء والمتعطش للدماء، وطرحت المقطع بالتزامن مع اجتماع المجلس الأعلى للأمن في الجزائر، وهنا نفتح المجال لطرح الأسئلة والقول لماذا اتفق العالم فجأة أن النظام الجزائري خطر على المنطقة، وأنه يحاول إشعال حرب شاملة مع المغرب حتى قبل أن يكتمل التحقيق الأممي في قضية الشاحنتين ؟، أو بشرح أبسط هل وفر العدو المغربي أدلة براءته للعالم ؟”.
“هنا تكمن خطورة الموقف الأممي والعربي و الأوروبي…، يضيف المصدر، أن جميع دول تتعاطف مع الرباط الصامتة والصامدة في وجه تصاعد العداء الجزائري، ثم أن جميع دول العالم أصبحت تمتلك التكنولوجيا المتقدمة وتراكم المعلومات، وتحلل المعطيات ولها أعين ترصد كل شيء فوق سطح هذا الكوكب، وما كان “فرحان حق” ليستغرب في الندوة الصحفية لولا أن الأمم المتحدة توصلت إلى معطيات تطعن في الرواية الجزائرية و تدينها، وتشرح الحقيقة التي تقود – حسب الإعلام العربي- إلى افتعال الجيش الجزائري للحادث من أجل جر الإدانة الدولية على الرباط والحصول على الضوء الأخضر لتوريط المنطقة في حرب طاحنة.“
واختتم المقال ب”هذه المستجدات التي طفت على سطح الأحداث تظهر النظام الجزائري كمؤسسة لا تزال ترفض الخروج من ثوب الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، وتعتمد على الأسلوب التقليدي الذي يعود إلى سنوات سبعينيات القرن الماضي، حيث اكتفى الحليف الجزائري بشهادة معطوبة لشهود صحراويين، كذبوا على رواد مواقع التواصل في تلك المقاطع من أجل تأكيد أنهم شاهدوا الصاروخ ينزل فوق الشاحنتين، فيما توجد صورة على مواقع تروج لها عدة حسابات وتظهر بها إحدى الشاحنتين وهي في بداية احتراقها، وتبدو الشاحنة في كامل سلامتها.“