فضيحة عسكرية مُذِلَّة: فرقاطة جزائرية تنسحب من تمرين عسكري مع فرنسا بسبب أعطاب فنية أدت إلى تعطل منصات إطلاق الصواريخ

عبدالقادر كتــرة
فشلت فرقاطة “الرادع” الجزائرية من طراز MEKO A-200 AN في إكمال المناورات بسبب حالة صواريخها المتدهورة عقب مشاركتها في فعاليات التعاون العملياتي “رايس حميدو-21” الذي نفذ في عرض السواحل الفرنسية والجزائرية، خلال الفترة الممتدة من 06 إلى 16 سبتمبر 2021، والتي شهدت ايضا مشاركة الفرقاطتين (La Fayette (F710 و Guépratte (F714) من الجانب الفرنسي .
ونشر موقع africaintelligence.com القريب من الأجهزة السرية الفرنسية والمتخصص في نشر أسرار الدول والجيوش، حسب ما أورده موقع موال ل”بوليساريو”، صورة لفرقاطة “الرادع” الجزائرية من طرازMEKO A-200 ، التي تلقب بفخر الصناعات الحربية – البحرية الألمانية، وقال الموقع أن الفرقاطة الجزائرية الحديثة فشلت في إكمال المناورات بسبب حالة صواريخها المتدهورة، وقد لجأت الفرقاطة إلى ميناء “تولون” الفرنسي للصيانة العاجلة، بسبب الخطر الذي تشكله الصواريخ العالقة في منصات الإطلاق، والتي من الممكن أن تنفجر في حال عدم إخراجها وتحييد المفجر، علما بأن برنامج الإطلاق أصابه العطل أثناء برمجة عملة تجهيز صاروخ لضرب هدف بحري خلال التمرين.
قائد القوات البحرية، اللواء بن مداح محفوظ سارع ، السبت 18 شتنبر 2021، إلى تفتيش الفرقاطة الرادع رقم المتن 910، على مستوى الأميرالية، عقب مشاركتها بفعاليات التعاون العملياتي “رايس حميدو-21” الذي نفذ بالسواحل الفرنسية والجزائرية، من 06 إلى 16 سبتمبر 2021.
وأشار بيان وزارة الدفاع، إلى أن سيناريو التمرين، تمحور حول اعتراض سفينة تقوم بنشاط غير مشروع، وتمرين للبحث والإنقاذ، دون تحديد أسباب توقف الفرقاطة بكل من مينائي الجزائر وتولون بفرنسا بل أشار إلى ان الهدف من التمرين تقييم المعارف المكتسبة للوحدات المشاركة وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون العسكري بين البحريتين بمجال المراقبة والأمن البحريين، وهي “الخبرات في فضل أطلاق الصواريخ التي رفضت الانطلاق وتم الإسراع بإبعاد الفرقاطة حتى لا تنفجر الصواريخ وتتسبب في كوارث لا تحمد عقباها”.
من جهته وللتغطية على هذا الفشل الذريع والفضيحة العسكرية المذلة، سارع من جهته، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، الأربعاء 29 شتنبر 2021، إلى الإعلان عن تنفيذ تمرين تكتيكي يحمل اسم “الردع 2021” بالناحية العسكرية الثانية بوهران.
وأوضح التلفزيون الجزائري أن التدريب يندرج في اطار تدريب الوحدات والتشكيلات البحرية على الأعمال القتالية القريبة من الوقائع، فضلا عن تقييم مدى التحكم في منظومات الأسلحة الحديثة وتمكين التشكيلات البحرية خاصة الغواصات من إبراز قدراتها القتالية.
وتابع الفريق شنقريحة يضيف المصدر ذاته في البداية عرضا تضمن الفكرة العامة للتمرين ومراحله، قدمه قائد الواجهة البحرية الغربية، ليقوم على متن مروحية قتالية رفقة اللواء جمال حاج لعروسي قائد الناحية العسكرية الثانية واللواء محفوظ بن مداح قائد القوات البحرية بمعاينة الوحدات المشاركة في التمرين ويتابع بعدها على متن سفينة القيادة ونشر القوات مجريات التمرين الذي توج برمي صواريخ وتُربيدات على أهداف بحرية.
وتداول خبر العطل وفشل الذخيرة على المواقع المتخصصة في الأخبار العسكرية، وتسليح الجيوش كمنصة “منتدى التسليح العربي”، حسب الموقع البوليساري، جعلت خبراء التسليح وعدد من ضباط الجيوش العربية يعلقون، “بأن العطل في سفينة حربية من طراز MIKO A-200 غير طبيعي، وقد يكون بسبب ضعف الكفاءة للمشرفين على الفرقاطة، على اعتبار أنها من آخر طراز وتسلمتها البحرية الجزائرية حديثا، وتعمل في السلاح البحري الألماني الجنوب إفريقي بكفاءة عالية، وليست لها سوابق في هذا الشأن، و أضاف الخبراء على الموقع أن مثل هذا الحادث يعطي الانطباع على أن الجيش الجزائري، لا يمتلك خبرات صيانة عالية وإذا كانت أحدث فرقاطة تسلماها تعاني أعطاب ناجمة عن سوء الصيانة أو سوء الاستخدام، فكيف هو حال باقي الأسطول الذي يزيد عمره عن الثلاثين سنة.“
مدونون ونشطاء على “تويتر” غردوا بحسابات وهمية باللغة الفرنسية، من داخل البحرية الجزائرية، من المحتمل أنهم جنود أو ضباط من داخل قوات البحرية، أكدوا أن فشل الذخيرة أثناء الرماية يحدث للجيش الجزائري بشكل متكرر، وأن أسطول الغواصات أيضا تعاني من مشاكل تقنية لا حصر لها، وأن الروس تخلوا عن صفقة صيانة تلك الغواصات مقابل تزويد الأسطول الروسي العابر للبحر الأبيض المتوسط بالوقود و المؤونة، وأصبحوا يطلبون مبالغ مالية كبيرة، بسبب التكلفة الباهظة لتصنيع قطع الغيار، وأيضا بسبب ظروف الاشتغال التقنية غير المناسب في أحواض الصيانة الجزائرية.
وقال حساب أخر بمنتدى التسليح العربي، حسب نفس الموقع، أن البحرية الجزائرية لم يسبق لها أن خاضت تمرين بحري مع قوى أجنبية أطلقت من خلاله الذخيرة الحيَّة، و أن التمرين الوحيد هو فعاليات التعاون العملياتي “رايس حميدو-21” الذي نفذ في عرض السواحل الفرنسية والجزائرية، خلال الفترة الممتدة من 06 إلى 16 سبتمبر 2021، الذي شاركت فيها هذه الفرقاطة وانتهى بفضيحة عسكرية للبحرية الجزائرية بعد فشل عملية الإطلاق الصاروخي، ثم ختم تدوينته بأن نهاية سمعة السلاح الألماني سيكون على يد الجيش الجزائري.
وعلق مدونون بسخرية على هذه الفضيحة ب”كان من الافضل سحبها الى الصحراء للمشاركة في سباق الدبابات و مهاجمة الكتبان الرملية لكان ارحم لهم من هكذا فضيحة” و “لم اشاهد أي تمرين للبحرية الجزائرية مع دولة أجنبية وهي تطلق الصواريخ سواء سطح سطح أو دفاع جوي بل تقتصر على البحث والإنقاذ ومكافحة الهجرة غير الشرعية تحرير السفن المختطفة” و”سيشهد التاريخ أن نهاية سمعة السلاح الالماني في العالم كانت على يد الجزائريين ” و “ههههه لافيراي..الحمد لله انها لم تغرق”….
جدير بالإشارة إلى أن الفرقاطة ميكو A-200 متعددة المهام هي جزء من سلسلة من السفن الألمانية “ميكو كورفيت ميكو A-100” وتتضمن هذه السفينة الثورية أحدث التقنيات البحرية من الصناعات الألمانية والأوروبية، بالإضافة إلى أنه تم تصميمها مع المواد وتكوين خاص تصنيف ذلك في نطاق ما يسمى السفن الشبح مع انخفاض حاد في توقيع الرادار، الصوتية، والأشعة تحت الحمراء.
يُذكر أن الجزائر تعاقدت في عام 2012 على فرقاطتين Meko A-200 و6 مروحيات Super Lxny بحرية بالإضافة إلى خيار مستقبلي للحصول على فرقاطتين إضافيتين وبلغت قيمة الصفقة 2.7 مليار دولار للفرقاطتين والـ6 مروحيات شاملة التدريب والدعم اللوجيستي وقطع الغيار والتسليح.
يحتوي تسليح الفرقاطة على مدفع أوتو ميلارا 127 ملم (ذخيرة فولكانو) و 2 مدافع دينيل 35 ملم جنباً إلى جنب مع نظام اختيار إطلاق النار التلقائي. كما تحمل ما مجموعه 16 صاروخ سطح سطح طراز أر بي أس-15 بلوك 3 بمدي 250 كم وهو من أفضل الصواريخ في فئته (مقاومة للتشويش والإعاقة مناورة متميزة ورأس حربي مصمم بعناية).
للدفاع الجوي عدد 32 خلية إطلاق رأسية من إنتاج دينيل تستعمل نظام القصير المدى أومكونتو هو صاروخ جنوب أفريقي توجيهه بالأشعة تحت الحمراء وبالقصور الذاتي، ونظام سجام “NGDS” الفرنسي اللدفاع الجوي على كل جهة.
توجد حظيرة في الخلف، يمكن أن تحمل هليكوبتر سوبر لينكس MK130 للبحث والإنقاذ CSAR ، أو طائرة مخصصة للحرب المضادة للغواصات.
تبلغ قيمة الفرقاطة Meko A-200 حوالي 400 مليون دولار بالتجهيز القياسي ودون تسليح وتبلغ قيمة المروحية Super Lynx حوالي 35 مليون دولار باتجهيز القياسي ودون تسليح .
تبلغ إزاحة الفرقاطة 3700 طن وطولها 121 متر وعدد افراد طاقمها 152 فرد وسرعتها 52 كم/ساعة ومداها 15 ألف كم على السرعة الاقتصادية البالغة 30 كم / ساعة.