تونس : أحداث تطرح تساؤلات

تونس : أحداث تطرح تساؤلات

عبد الحق هقة 

الأحداث التي عرفتها الشقيقة تونس مهد ثورة الياسمين خلال الساعات الماضية ، و التي أدّت الى إسقاط حزب التهضة الإخواني وما تلاها من عودة العسكر إلى السلطة بــ “تفويض شعبي” بقيادة الرئيس قيس سعيد، يجعل من الصعب تقييم المسار لمعرفة ما إذا كان البلد مستمرا في إطار الثورة، أم أن الأمور آلت إلى ثورة مضادة، ومع بروز عدة مؤشرات سبق و أن تطرقنا إليها في مقالات سابقة حول التحولات العميقة التي أصبح يشهدها العالم بما فيها تحول أعداء الأمس إلى أصدقاء اليوم ، تُطرح عدة تساؤلات حول ما يخبؤه المستقبل ؟ و هل بتنا أمام تيار خفي يشجع على تدخل الجيش في السياسية ؟

ولو أننا ضد استغلال الدين في السياسة بل  نعتقد جازمين بأن تجربة ” الإخوان” في تدبير شؤون العديد من الدول كانت فاشلة بإمتياز ، وهنا يحضرني تصريح بليغ للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لخص فيه  هذا فشل (وبالمناسبة إسقاط حزب النهضة في تونس جاء بعد آخر زيارة قام بها الرئيس التونسي قيس سعيد لمصر خلال شهر أبريل الماضي حيث تم استقباله من طرف عبد الفتاح السيسي ) حيث قال الرئيس المصري ” كانوا مستعيدن للوصول لكنهم لم يكونوا مستعدين للنجاح ” ، قلت ولو أننا ضد هذا التغول الإخواني، فإن ما وقع في تونس جعل المتتبعين في حيرة من أمرهم متسائلين عن المستهدف الحقيقي من هذه الأحداث  ؟ هل هو  فعلا حزب النهضة الذي نظن بأن نفوذه محدود جدا ؟ أم أن في الأمر أشياء خفية  تحاك من وراء الكواليس ؟ خاصة في ظل استعمال العديد من المنطمات العالمية من طرف بعض الدول وأجهزتها للتدخل في شؤون دول أخرى وقد لاحظنا مؤخرا الهجمة الشرسة التي تعرض لها المغرب من هكذا منظمات .

و هذا يجرنا إلى التساؤل أيضا هل نحن أمام  تبني مفهوم جديد في العلاقات الدولية من خلال التأسيس لتظام حهوي وإقليمي بجرعة زائدة من الحداثة و  دعم حقوق الإنسان ؟ أم اننا أمام مشروع لإذكاء الفتن و إشعال نيران الفوضى الخلاقة ؟

لقد وجهت جائحة كورونا ضربة موجعة إلى اقتصاد عالمي يعاني بالفعل من الهشاشة،  ومع أن النطاق الكامل للآثار البشرية والاقتصادية للجائحة لن يتضح قبل مرور بعض الوقت، فإن الخسائر في هذين المجالين ستكون كبيرة، أضف إلى ذلك الخراب الذي خلفته مؤخرا العديد من الكوارث الطبيعية من فيضانات وحرائق في العديد من الدول ، ولا نظن بأننا في حاجة إلى خلق ظواهر خراب أخرى بإذكاء الفتن والفوضى، بقدر حاجتنا إلى معالجة الخراب الذي خلفته ” كورونا” وتداعياتها الإقتصادية والإجتماعية .

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *