” هاجس الانفصال ” يؤرق المؤسسة العسكرية في الجزائر… !!
مروان زنيبر
نشرت وكالة الأنباء الفرنسية مقتطفات بيان صادر عن “حركة استقلال منطقة القبائل” نفت فيه تخطيطها لتفجيرات لاستهداف مسيرات الحراك الشعبي وطالبت من السلطات الجزائرية بتقديم الأدلة على اتهاماتها، واتهم رئيس حركة “الماك” فرحات مهني، في البيان، وزارة الدفاع الجزائرية بـ”الانحراف” من خلال “نشر معلومات غير صحيحة عبر موقعها الرسمي”.
هدا و سارع السفير الجزائري بفرنسا، محمد عنتر داود، الى الاحتجاج على ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية بنقلها لتصريحات صادرة عن حركة “الماك” – التي تطالب باستقلال منطقة القبائل عن الجمهورية الجزائرية-و اعتبر ان ما نشرته الوكالة الفرنسية، بمثابة تعاطف علني مع هده الحركة الانفصالية، و قال بالحرف ” ينبغي الإقرار اليوم ، ان فتح شريطها لمسؤولي هذه الحركة يكتسي شكلا من أشكال التعاطف وإضفاء الشرعية لفائدة مسؤولي هذه الحركة الانفصالية التي تخطط، حسب معلومات موثوقة من وزارة الدفاع الوطني، للقيام بأعمال إجرامية واعتداءات ارهابية ضد المسيرات الشعبية السلمية”.
كما وجه عضو البرلمان الأوروبي، الإيطالي ماسيميليا نوساليني، رسالة إلى الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جاء فيها ان منطقة القبائل، حيث تكثر الاحتجاجات، على اعتبار أن الأمر يتعلق -حسب منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة- بـ “أرض محتلة”، تطالب بالمزيد من الحكم الذاتي، “ناهيك عن أنها تأوي عددا كبيرا من المسيحيين المضطهدين”.
من جهته ، ندّد سكوتي خضير، مندوب الجزائر للتجمع العالمي الأمازيغي، بشدة بما وصفها بـ ” الممارسات العنصرية ضد أمازيغ الجزائر، باستعمال جهازي الأمن و العدالة لتصفية حسابات سياسية بين رموز النظام و تنفيذ أجندة خارجية ، وقال ممثل التجمع العالمي الأمازيغي ” لم تتوقف تصفية الحسابات التي يقوم بها النظام العسكري، ضد رموز النظام السابق الذي كان هو بدوره شريك معهم في الجرائم ضد أمازيغ لقبايل سنة 2001 و ضد امازيغ مزاب منذ سنوات 2008 إلى 2015، وأشار إلى أن ” الاغتيالات السياسية ضد النشطاء الأمازيغ، لم تتوقف، كالصحفي محمد تامالات و الحقوقي الدكتور كمال الدين فخار في سجون النظام و الزج بالنقابيين مثل الحاج براهيم عوف و لعساكر باحمد، و المدون دودو موسى، و رئيس بلدية ابرقان نصر الدين حجاج بسبب أراءهم في وسائل التواصل الاجتماعي ” .
و سبق للزعيم “فرحات مهني”، الرئيس المؤقت لما يسمى بحكومة منطقة القبايل الجزائرية، و ان قدم مذكرة رسمية لدى الأمم المتحدة للمطالبة باستقلال “القبايل” عن الجزائر .. داعيا الأسرة الدولية إلى مساعدة “شعب القبايل”، وساعيا إلى كسب دعم بعض الدول المؤثرة في الأمم المتحدة…
للتذكير فقد بدأت مطالب شعب القبائل في المراحل الأولى عن طريق حركات نضالية بزغت منذ 1947 مرورا بسنوات 1980و 1995 و 2001 حيث كان المطلب الأساسي هو الاعتراف بالهوية واللغة الأمازيغية لكن الحكومة الجزائرية كانت ترد في كل مرحلة بالعنف والتقتيل والترهيب في حق الشعب القبايلي ، لدرجة أن الحكومة الجزائرية في السبعينيات من القرن الماضي منعت التحدث باللغة الأمازيغية في الشوارع وكانت تقوم بسجن وتعذيب كل من ضبط مخالفا للتعليمات الصادرة بهذا الخصوص ، سياسة التخويف والترهيب التي انتهجتها الجزائر لم تزد الشعب القبايلي سوى إصرارا وعزيمة على الرفع من سقف مطالبه المشروعة المتمثلة في تقرير المصير ، وهو ما تأتى بتأسيس حكومة قبايلية مؤقتة إلى حين الإعلان عن استقلال منطقة القبائل التي تتطلع إلى فجر الاستقلال والحرية والتخلص من براثن الاستعمار الجزائري .