بن بطوش بين التعنت الإسباني و ” شمهروش”

بن بطوش بين التعنت الإسباني و ” شمهروش”

عبد الحق هقة

لقد بات واضحا أن الطبقة السياسية الإسبانية تعاني من قصور في التصور والتحليل وتقييم للأوضاع الجيوستراتيجية ، وهذا ما تدل عليه استضافة اسبانيا  فوق أراضيها  للمدعو إبراهيم غالي، زعيم ميليشيات “البوليساريو” الانفصالية، المتهم بارتكاب جرائم حرب خطيرة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، خفية وبجواز سفر مزور .

هي حركة غبية بمثابة إعلان إفلاس الطبقة السياسية الإسبانية التي لم تعد تميز بين  الحفاظ على مصالحها مع حليف استراتجي قوي ذات سيادة كالمغرب تربطها به علاقات تاريخية وثقافية واقتصادية وحضارية قديمة جدا ، وبين المقامرة بهذه المصالح بالإصطفاف إلى جانب كيان وهمي هو عبارة عن دمية بيد جمهورية تندوف الكبرى (الجزائر سابقا)،  التي تحتضنه و تموله بل تقدم لمجرميه جوازات سفر مزورة من أجل الإفلات من العقاب والملاحقات القضائية من على أرض اسبانيا التي تعطي طبقتها السياسية المفلسة دروسا للآخرين في مواجهة الحركات الانفصالية و انتهاكات حقوق الانسان وتحقيق العدالة وفضح مرتكبي جرائم الحرب .

اسبانيا ومن موقعها كعضو في مجموعة أصدقاء الصحراء  عليها أن تعمل على إعطاء دفعة قوية للمسار السياسي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ، خاصة في ظل الدعم الدولي الذي تحظى به  المبادرة المغربية للحكم الذاتي لواقعيتها ومصداقيتها وانسجامها مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، كإطار لتسوية هذا النزاع  المفتعل ، وليس مجاراة جمهورية تندوف الكبرى -الغارقة في الديون والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية العويصة- في معاكسة الوحدة الترابية للمملكة المغربية ، أو ليس الشعب الجزائري الشقيق المحتجز من قبل عصابة جمهورية تندوف الكبرى  أولى بدعم اسبانيا بالدفاع عن حقه في اختيار قادته وتقرير مصيره بأمن وسلام ؟؟

لقد وضعت اسبانيا نفسها في مأزق كبير حين قبلت استضافة زعيم كيان وهمي “ابراهيم غالي / بن بطوش ” بهوية مزورة، قصد العلاج ، فالأمر  لا يهم  ظروفا إنسانية تحمل دولة ما على قبول شخص لمعالجته على ترابها، ولكن الإشكال يكمن في تواطؤ مكشوف بين السلطات الإسبانية وجمهورية تندوف الكبرى من أجل المشاركة في عملية تزوير، واستخدام وثائق مزورة ، علاوة على أن المعني بواقعة التزوير  متهم بارتكاب جرائم حرب خطيرة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

هو مأزق ليس للتعنت الإسباني من سبيل للخروج  منه سوى اللجوء إلى “شمهروش ” قاضي قضاة الجان الذي تفك عنده العقد  والأزمات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *