المخدوعون” في استطلاع رأي ” زعامة ” أردوغان
عبد الحق هقة
تختار بعض الجهات توقيت إجراء إستطلاعات الرأي ، بحيث يكون لها تأثير مباشر على وجهة نظر العينة المختارة، فمثلا كشف مؤخرا استطلاع رأي عربي أجرته مؤسسة “عرب بارومتر”، عن ترأس أردوغان قائمة الزعماء الأكثر شعبية في الوطن العربي، حيث حصل الرئيس التركي على نسبة 57% من العينة التي شملها الاستطلاع، فيما حصل الأمير محمد بن سلمان على نسبة 39%، وخامنئي على نسبة 23%.
استطلاع رأي أصرت الجهة المنظمة له على إجراءه تزامنا و الانتقادات الحقوقوية الموجهة للمملكة العربية السعودية وخاصة واقعة مقتل الصحفي خاشجقي والتي وجهت فيها الولايات المتحدة الأمريكية اتهامات مباشرة للأمير محمد بن سملنان بالضلوع فيها، وكذا انتشار الآراء المناهضة لإيران على خلفية ” الملف النووي” ، وذلك حتى يخرج الاستطلاع بصورة تظهر محمد بن سلمان وخامنئي بصورة سلبية، و يظهر أردوغان بصورة إيجابية وبأنه الزعيم الأكثر شعبية في الوطن العربي، علما بأن شعبيته تآكلت داخل تركيا وهو ما يثير الإستغراب حول حقيقة هكذا إستطلاعات رأي ، فهل العينة المشاركة في هذا الاستطلاع تعرف أردوغان أكثر من التركيين أنفسهم ؟؟؟؟؟
وبالإشارة إلى الأسس العلمية لبناء نماذج الاستطلاع نأخذ مثلا أساس التأكد عند المقياس الذي غاب في استطلاع ” زعامة” أردوغان ، فهذا الأخير هو رئيس منتخب و يمثل توجها سنيا إخوانيا ، فيما محمد بن سلمان هو ولي للعهد في نظام ملكي و يمثل توجها سنيا “حداثيا”، أما خمينئي فهو المرشد الأعلى للثورة الإيرانية ذات المذهب الشيعي، لذلك فغياب المقياس لا يمكن من معرفة ما إذا كان الأفراد المستطلع رأيهم لديهم معلومات حول هذه الشخصيات موضوع استطلاع الرأي أم لا، حتى لا نأتي بنتائج متوهمة بينما العينة ” المخدوعة ” في هذا الإستطلاع تتحدث عن شيء لا تفهمه، وهذا ما يفسر حصول خامينئي على نسبة 23% في دول إسلامية تحارب المذهب الشيعي .
كما أن عدم استهداف كل الدول العربية بهذا الإستطلاع و الإقتصار على بعضها يجعل اصحابه عرضة للخطأ الذي ربما يكون مقصودا أو متعمدا. لذلك تطرح التساؤلات حول الأهداف الكامنة وراء هذا الإستطلاع وعن المواكبة الإعلامية الكبيرة التي رافقته في صحف دولية وعربية ؟؟ و لماذا اختيار شخصيات غير مؤثرة لمواجهة أردوغان في استطلاع رأي غابت عنه المهجية العلمية ؟؟ و لماذا لم يتم إشراك شخصيات مؤثرة في هذا الإستطلاع كجلالة الملك محمد السادس الذي يحظى بشعبية كبيرة في المجتمعات العربية والإفريقية ؟؟
هي تساؤلات جوهرية و مشروعة لكشف حقيقة هكذا استطلاعات رأي تتلاعب بالنتائج لتخرج بالصورة التي يريدها أصحابها لغابة في نفس يعقوب .