مغاربة العالم
رغم إكراهات الغربة والظروف الاستثنائية غير مسبوقة الناجمة عن انتشار فيروس “كوفيد 19” عبر مختلف دول العالم، وما نجم عنه من تداعيات وخيمة على الاقتصاديات الدولية، فإن مغاربة العالم ظلوا متشبثين بقيم التضامن والتآزر مع عائلاتهم وإخوانهم بأرض الوطن وهو ما تؤكده تحويلاتهم المالية الهامة منذ تسجل أول حالة إصابة بكورونا في المغرب .
لذلك لا يمكننا إلا أن نشد بحرارة على أيدي جميع إخواننا المغاربة بديار المهجر على الذين نضعهم اليوم في القمة ، لتمسكهم الدائم بخدمة وطنهم وثوابته، سواء من خلال حسن اندماجهم في بلدان الإقامة التي يعتبرون فيها على الدوام سفراء لبلدهم، أومن خلال الأدوار التي يطلعون بها للمساهمة في تقدم وطنهم الأصلي عبر استثمارات اقتصادية، أو من خلال التحويلات المالية الهامة، أو عبر جعل تجربتهم العلمية والاقتصادية والثقافية في خدمة الوطن و الشعب المغربي.
مغاربة العالم الذين اضطر كثيرون منهم لركوب المخاطر من أجل الوصول إلى ديار المهجر ، لم ينقموا يوما على بلدهم بل نجدهم دائما في الصفوف الأمامية عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن ثوابت الأمة ، لذلك بات من الضروري على مؤسسات الدولة المغربية أن تستشعر دقة اللحظة وحاجة الجالية المغربية لوقفة حقيقية ، لا لخطابات دغدغة العواطف و المواساة النفسية، تستحضر حاجة الجالية المغربية لتحركات قوية وفورية من الحكومة، سواء عبر قطاعاتها الوزارية المعنية داخل المملكة، أو من خلال تمثيلياتها الدبلوماسية بالخارج، فالجالية المغربية في حاجة ماسة إلى اهتمام حقيقي لحل مشاكلها، عبر ما تسمح به وسائل التواصل والتكنولوجيا الحديثة، والتخفيف من حدة و إكراهات الآجال القانونية، وتطوير كل الآليات الإدارية التي قد تمكن من حل مشاكل الجالية، و الاستجابة الفورية لمطالبها والتخفيف من حدة الأزمات التي تعيشها .