مصر، السوادن و جمهورية تندوف.. الحروب الوهمية والتضليل الإعلامي
عبد الحق هقة
لا بدّ من الفقاعات الإعلامية في الهواء لتحوير الاهتمام ومحاولة الهروب إلى الأمام ، هذا ما يستشف من إطلاق الجيشان السوداني والمصري لمناورات عسكرية مشتركة تحت عنوان ” نسور النيل 2 ” ، لأن توقيت هذه المناورات التي قد ينظر إليها بأنها عمل استفزازي وعدائي موجه ضد إثيوبيا على خلفية التوترات بشأن سد النهضة ، يتزامن وإخفاقات مصر في تدبير أزمة قناة السويس وحوادث مأساوية أخرى، كما أن الشعب المصري لم يعد يثق في خطابات السيسي وإعلامه الرسمي وهو ما عبر عنه رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين اطلقوا في مناسبات عديدة هاشتاغ#مش_عايزينك مطالبين برحيل السيي .
ومن الجانب السوداني فإن هذه المناورات تتزامن والجدل المثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول قانون علمنة الدولة ، لذلك ولصرف الأنظار عن هذه الإخفاقات والنقاشات الساخنة فلا بد لكل من السيسي الذي يقود مصر السائرة في طريق الفشل، وكذا عبد الفتاح البرهان من الإستعانة بتكتيك ” الإستعداد لمواجهة العدو الخارجي” وذلك بهدف حشد شعوبهما على الإصطفاف خلف القيادة واستشعار الخطر ” الوهمي ” المحدق ببلديهما، علما بأنه ليس هناك أي معالم لنشوب حرب في المنطقة.
نفس الأسلوب ينهجه النظام العسكري بجمهورية تندوف (الجزائر سابقا) من خلال خلق توترات على الحدود الشرقية للمغرب بهدف التغطية على أزمته الداخلبة والإلتفاف على أبرز مطالب الحراك ” دولة مدنية لا عسكرية” .
إنه منطق ابتزاز الشعوب وتجييش الإعلام السلطوي من طرف الأنظمة العسكرية الحاكمة ، لفرض حالة استنفار تستند إلى أن الوطن يخوض حروبا وطنية تحتاج لتضافر الشعب مع الجيش والوقوف خلف الزعيم الحاكم الذي سيعبر بالوطن لبر الأمان وهو الوضع الذي يفرض فيه المنطق موقفا واحدا يلزم الجميع تأجيل أي خلافات والتغاضي عن أي اختلافات واخفاقات .
وبصرف النظرعن سخافة هذه الأساليب وتخلفها، فيظهر أن إدارة بايدن قد بعثرت أوراق الأنظمة العسكرية في الدول العربية التي يبدو أنها باتت تلعب آخر أوراقها .