إدارة بايدن تشهر سلاح العزلة الاقتصادية والمراقبة الحقوقية
عبد الحق هقة
تتمة للمقال السابق والذي كان بعنوان ” تقاطبات وتجاذبات… حلفاء الأمس أعداء اليوم” برزت أحداث على الساحة الدولية تزكي ما أشرنا إليه من تحول أصدقاء الأمس إلى أعداء اليوم ، ونخص بالذكر هنا التصريح الناري للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية ” نيد برايس” الذي انتقد من خلاله أوضاع حقوق ألإنسان في مصر التي كانت إلى حدود الأمس تعتبر من الحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة، بل وبنبرة حازمة أكد ذات المتحدث أنه “، لن يكون هناك شيك على بياض لأي دولة، سواء كانوا شركاء مقربين أو منافسين أو خصوما”.
أكثر من هذا فقد أصدرت 31 دولة بيانا مشتركا أعربت فيه عن قلقها من انتهاك الحريات في مصر وذلك أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، ومن ابرز الدول الموقعة على هذا البيان نجد دول أوربية و على رأسها فرنسا التي دافع الإعلام الرسمي للسيسي عنها إبان الدعوة التي أطلقتها العديد من الأصوات لمقاطعة المنتوجات الفرنسية ردا على دفاع إمانويل ماكرون عن الكاركاتير المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم .
فرغم الدفاع المستميث لإعلام السيسي عن فرنسا إلا أن ذلك لم يشفع له في تليين موقف الإيليزي من الإنتهاكات المتكررة التي تطال حقوق الإنسان في مصر .
ويبدو أن العديد من دول أوربا الشرقية والعربية ستعاني مع إدارة بايدن ” التي لن تعطي شيكا على بياض في مجال حقوق الإنسان “، ونخص بالذكر هنا الجزائر التي تعرف انتهاكا مستمرا لحقوق المواطنين ، حيث يستغل النظام العسكري في البلاد الأزمة الصحية التي يمر منها العالم ، وإجراءات الحجر والقيود المفروضة بسبب تفشي وباء كورونا للقيام باعتقالات تستهدف النشطاء، اعتقادا منه أنها ستكسر بذلك الحراك الشعبي السلمي النموذجي الذي يستمر لأزيد من 20 شهرا والذي يطالب من خلاله الشعب الجزائري ب ” دولة مدنية لا عسكرية ”
وبالإضافة إلى ورقة حقوق الإنسان أشهرت إدارة بايدن سلاح العزلة الاقتصادية في مواجهة التنين الصيني ، حيث أطلقت الإدارة الأمريكية محادثات مع أستراليا والهند واليابان ، حوار يسعى من خلاله الرئيس الأمريكي بايدن تجديد ما يسمى بالتحالف الرباعي ” كواد” مع هذه البلدان وذلك بهدف إنشاء منطقة حرة ومفتوحة في المحيطين الهندي والهادي .
وسط هذه المعارك الحقوقية والاقتصادية، يظهر أن العربدة والديكتاتورية العالمية التي كانت سائدة في عصر ترامب البائد قد ذهبت الى غير رجعة .