في رداءة النص ورداءة التسيير بن كيران يخسر الرهان
عماري عزالدين
بخط رديء وبتراكيب يستطيع تلميذ الإعدادي تجويدها أكثر، خاط المعزول والرجل الثاني في الدولة سابقا ” إعلامه ” الركيك معلنا أنه موجود في الوجود، وأنه يرفض قرارا حكوميا يروم ” مأسسة ” القنب الهندي.
لم يشرح الرافض للرأي العام أسبابه ولم يكلف نفسه عناء تنوير المغاربة، هذا الهجوم بجدوى قراره التاريخي بتجميد عضويته من الحزب لاسيما وأن البيجيدي هو مكون فقط لإتلاف حكومي.
لم يتحمس الرجل سابقا لأي من القضايا الشعبية التي كانت محل جدل خصوصا تلك التي تمس غذاء وجيوب المواطنين والمواطنات. كانت تجربة الرجل مندفعة نحو قتل الطبقة المتوسطة واعتبر في تصريح شهير أن الموظفين بمثابة ” كراد “، مشيطنا كل من يتلقى راتبا من خزينة الدولة.
عاد إلينا عبد الإله بن كيران بجبة الواعظ وهي الصفة الأصلية التي اكتشف المغاربة أنها كانت تنافس إمارة المؤمنين في الدفاع عن إيمانية ” الإمام مالك ” والذهنية الدينية التضامنة التي سمكت الذوق العام للمغاربة وأبقتهم في تعايش ” الألف وخمس مائة قبيلة ” عدا أجيال من الهجرات التاريخية ووعاء متعدد من الثقافات أفرزت بنيات سياسية تعددية تفاعلت مع حضارات العالم.
الخط الرديء هذا جعل الرأي العام غير معتز بمرور قائد الحكومة السابق، بمواصفات بلطجية للأسف لن يسحبه التاريخ من السيرة المؤسساتية الجديدة التي تسلل إلى تسييرها في زمن الحراكات.
نعم سيندم المغاربة على أنهم صدقوا ذات يوم أن ملتحي شارع ” جان جوريس “، استفاد من تمدن حي الليمون، المتسلل هذا كان دائما مرتديا هلوسات الجحور.
سيندم المغاربة وهم الصادقون دوما على أن من كان قائما على السياسة العمومية في البلاد، لم يكن سوى “مشعودا” وقد مر الى الدواليب عبر إحراق المطالبات بالديمقراطية إلى التمركز على كرسي الاحتكار.
المغاربة أطلقوا لحاهم منذ القدم لزينة الرجال، وتوجوا عماءمهم على الرؤوس، مفخرة للشموخ ولبسوا الجلابيب على تنوعها وفاء لجبة الحياء.
هذا الرصيد كله سرقه المهندس الفاشل الذي كان يضغط على المعنويات باصطحابه لأواني الوضوء تسليعا للدين الحنيف، أيام كان طالبا بالمدرسة المحمدية للمهندسين حيث فشل في تجاوز الإمتحان، وعبر الى المسالك محضرا للمختبرات لدى أساتذة الفيزياء .
كان انتباه الرجل ثاقبا للمحاليل، تفتق سابقا لكيفية إحراق المنظومة.
لم يستفد من طاولة الفيزياء إلا بقاعدة واحدة، وهي إنهاء التجانس لذلك حسم أمره باكرا. سرق اللغة كما السجال والجدال من شبيبة القوات الشعبية، وضخمها بالفقه الوهابي غير المصنف في توضيب حركة وضعت الأهداف صريحة وهي تحجيم التحليل السياسي العقلاني، وأرغدت وأزبدت لتفترس من الدولة / المؤسسات معتبرا إياها غنيمة حركتي الإصلاح والتجديد وجماعة المستقبل الاسلامي لكي يتحرر كلاجىء بحي الليمون. ذهب يتمسح أعتاب الدولة وأقطاب اليمين المتعب مقدما نفسه خادما للدولة وريثا للعقل المغلق “ميلشياويا” في قهر المضادات كيفما كانت تعبيراتها.
الفيزيائي الذي يكفر الفيزياء صرح في رداءة النص في يافطة قرار التجميد أنه يقطع علاقاته مع أسماء يتقدمهم رئيس الحكومة وهو بمثابة فك ارتباط مع مؤسسة دستورية، واستثنى أسماء موقعة وأخرى خارج نص التوقيع، والحال أن المجمد نفسه مقبل على تجميع جديد سيغازل من جهة ما تبقى من الميلشيات البيجيدية ومن جهة أخرى الشتات الرفضوي الحائر ما بين قطعان من جماعة العدل والإحسان الراغبين في المشاركة السياسية والفاشلون من السلفيون والجاهزون لتجارة أخرى.
الأمر وما فيه أن مرحلة تربع هذا الشخص على كرسي رئاسة الحكومة أضاعت على الجميع واستدراكها سيكون مشتركا عبر قاعدتين الأولى إنهاء وظيفة الثعابين في السياسة والثانية تأهيل الوطنيين الصادقين معارضين او مساندين.
في حاصل الرداءة فوجع التاريخ المغربي بتجربة كانت درسا مرا لليمين واليسار وباقي التفاصيل في صناعة الفقر والبؤس وأشياء أخرى.
الحراك المغربي المتوازن سلما والمطالب بتأهيل الدولة والمجتمع بشكل متوازن ربح في الدفع بمنظومة الصراحة العميقة للاختراقات العميقة، ضريبة أكثر من عقد من توسيع وعاء عدم الثقة بين الأطراف المكونة للمجتمع والدولة ستتسلح حتما عقب خرجة غير موفقة لبن كيران بالعودة الى الحوار الوطني الشامل، ولعل مراجعة القوانين الانتخابية ومأسسة استعمال القنب الهندي أولى المداخل لهذا الإنتصار الوطني ضد كل النزعات نحو مزاحمة الوطن في مقدساته وموروثه وتسامحه وتعايشه.