مشروع إسقاط الجنسية الجزائرية.. خطوة انتقامية واقتصاص من الأصوات المعارضة
عبدالقادر كتــرة
في خطوة غريبة وانتقامية ، خصص إجتماع الحكومة المنعقد اليوم الأربعاء 3 مارس 2021، برئاسة الوزير الأوّل عبد العزيز جراد لدراسة عدد من المراسیم تخص عدة قطاعات من بينها مشروع استحداث نظام التجريد من الجنسية الجزائرية الأصلية أو المكتسبة.
ووقف ما نقله الموقع الالكتروني لجريدة “الخبر” الجزائرية عن وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة عمار بلحيمر أن وزير العدل بلقاسم زغماتي” قدم قراءة ثانية لمشروع تمهيدي حول قانون الجنسية ويتضمن استحداث نظام التجريد من الجنسية الجزائرية الأصلية أو المكتسبة”.
وأوضح بلحيمر أن القانون “سيطبق على الجزائري الذي يقيم خارج التراب الوطني المتورط بأفعال تلحق عمدا ضررا جسيما بمصالح الدولة أو تمس بالوحدة الوطنية”، مضيفا أن “الحال نفسه بالنسبة لمن يقوم بنشاط أو انخراط في الخارج في جماعة أو منظمة إرهابية أو تخريبية أو يقوم بتمويلها أو بالدعاية لصالحها، كما يتعلق الأمر بكل شخص تعامل مع دولة معادية للدولة الجزائرية”
مشروع غير مسبوق في تاريخ الدول والشعوب أثار استنكار الطبقة السياسية والمثقفة، هنا قال الأكاديمي ناصر جابي على صفحة الفيسبوك: إن “مشروع قانون نزع الجنسية إذا تمت لموافقة عليه فعلًا سيعيد النظر في أسس الوطنية الجزائرية ذاتها وقيمها المركزية“.
وقال المحامي والناشط الحقوقي هبول عبد الله “إن مشروع قانون تجريد الجزائريين في الخارج من الجنسية مخالف للدستور والاتفاقيات الدولية”.
من جهته، حسب موقع الجزائر تايمز، اعتبر المحلّل السياسي عادل أوربح أن المشروع يحمل بصمة وإصرار بلقاسم زغماتي، وأن قانون نزع الجنسية يشكل خطرا على الأمن والاستقرار الوطني.
وتسأل الإعلامي والصحافي حمزة عتبي، كيف تجرد شخصا من شيء لم تمنحه إياه؟ معتبرا القرار خطوة انتقامية واقتصاص من كل صوت معارض.
من جانبه أشار الخبير الدستوري والقانوني فيصل بوصعيدة أنّ التجريد من الجنسية في النصوص التشريعية السابقة يخصّ، فقط ذوي الجنسيات المكتسبة، وبخصوص إسقاط الجنسية الأصلية، أكّد المتحدث أنه لا يُمكن أن يجرّد الشخص منها ومهما فعل من أفعال جنائية، على حدّ قوله.
وأوضح، أن قرار تجريد مواطنين مقيمين بالخارج بحجة ارتكاب أفعال يعاقب عليها القانون منافية للقانون الدولي والأعراف الدولية، وعن انعكاسات القانونية في حالة التجريد من الجنسية، قال محدّثنا إن الاجراء له أثر واحد، وهو اعتباره من لحظة التجريد شخصًا أجنبيًا، موضحًا أنه يعامل كأجبني ولا يتمتّع بحقوق المواطنة، ويطبق عليه القانون المختص بالأجانب.
الاتفاقيات الدولية
من جهته، حسب نفس الموقع الالكتروني، قال المختصّ القانوني حسين هدون أن قانون الجنسية القائم في مواده 22 و 23 و 24 من قانون الجنسية، لا ينصّ على التجريد منها إلا لمن اكتسب الجنسية، مضيفًا أن أصحاب الجنسية الأصلية لا سبيل مطلقًا لتجريدهم منها وفق القانون السابق.
وأضح المتحدث، أن الجزائر بحكم مصادقتها على بعض الاتفاقيات الدولية التي تنصّ على الحقّ في الجنسية والمواطنة، فإن قرار المشروع مخالف تمامًا للأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وفي تقدير المختصّ القانوني، فإنّ الإجراء يحمل قراءات خطيرة تتعارض مع التقرير الأممي الذي ينص في المادة 29: ” لا ينبغي أن يؤدي فقدان الجنسية أو التجديد منها إلى حالة انعدام الجنسية.. يوجد التزام عام بعدم تجريد أيّ مواطن من جنسية إلا بهد حصول الشخص المعني بالأمر فعلا على جنسية أخرى.”
لا شك أن النظام العسكري الجزائري يهدد ويلوح بهذا المشروع في محاولة منه إسكات النشطاء الحقوقيين و المعارضين الجزائريين بالخارج والذين نجحوا في فضح جنرالات العسكر وتمكنوا من تكوين قاعدة شعبية بمئات الألاف تتابع يوميا حطاباتهم وتحليلاتهم للأوضاع الجزائرية البئيسة عبر شبكة التواصل الاجتماعي وكذا وفديوهات يوتوب..، منهم على سبيل المثال لا الحصر، “أمير ديزيد” و”العربي زيتزت” و”السمار” و”غاني مهدي” و”هشام عبود” ….
وفي هذا السياق اخترت أن أختم هذا المقال بفقرة للإعلامي المرموق سميرلا كرم بموقع الإلكتروني الجزائري “الجزائر تايمز” صدر في بداية في إحدى مقالاته : [ هناك فرقٌ بين المخ والدماغ ، فالمخ هو عضو يملأ جماجم المخلوقات ومنهم الحيوانات ، أما الدماغ فهو عضو وظيفي من أعضاء الرأس وهو الذي يملك آليات للتفكير والابتكار والملاحظة والاستنتاج والاستنباط الخ الخ ، إذن الدماغ باختصار هو الذي يميز صاحبه عن الحيوانات التي لها ( أمخاخ ) فقط ..]…
إننا نرى درجة الغباء والتبلد والظلام الحالك الذي يكتنف وظيفة الدماغ لدى كثير من الشياتة الجزائريين ، لذلك تصبح (أدمغتهم ) مجرد (أمخاخ)، فهم يحملون في جماجمهم ( أمخاخا ) مُظْلِمَةً وليس أدمغة حسب التعريف السابق الذكر …. وخير مثال على ذلك الجزائري المقيم بقناة فرانس 24 ، عفوا المقيم بفرنسا المدعو ( زيدان خوليف ) وهو حاشاكم وشرف الله قدركم معشر القراء (أستاذ جامعي) للعلوم السياسية والعلاقات الدولية في إحدى الجامعات الفرنسية هزلت والله حتى أصبح أساتذة الجامعات مثل المشعوذات … هو ( أستاذ) يزري بسمعة الأساتذة عموما والجامعيين على الخصوص ويشوه سمعتهم في العالم خصوصا حينما تَـرْكَبُهُ حمية الجاهلية أثناء دفاعه عن البوليساريو، حيث تغمره السعادة المطلقة التي تشع من عينيه و التي تُعْمِي بَصِيرَتَهُ وهو يمسك بالباطل ويعض عليه بالنواجد في دفاعه عنهم دفاعا مستميتا يخلط الأباطيل بالتخاريف والخزعبلات”…