شباب الجزائر ينتحر شنقا أو ذبحا أو بإضرام النار في أجسادهم أو غرقا في البحر هروبا من الأوضاع الاجتماعية المزرية
عبدالقادر كتــرة
توفي مساء يوم الأربعاء 3 مارس 2021، بمدينة مسكرة (385 كلم غرب العاصمة) بالجزائر، شاب متأثرا بحروقه بعد أن أقدم على إضرام النار في جسده مستعملا البنزين بالقرب من منزل أسرته.
الشاب البالغ من العمر 23 سنة المنحدر من أسرة فقيرة، أقدم على صب البنزين على جسده قبل أن يضرم النار أمام أعين أقاربه المصدومين الذي حاولوا إخمادها، حسب مصادر إعلامية محلية.
وأكدت مصادر أن أسباب اقدامه على الانتحار تعود إلى الأوضاع الاجتماعية المزرية التي تعيشها عائلته.
وأقدم شاب يبلغ من العمر 33 سنة الساكن ببلدية جسر قسنطينة بالجزائر العاصمة، شهر نونبر الماضي، على الانتحار، بطريقة مرعبة بالجسر الرابط بين بلديتي الكاليتوس والاربعاء، بالعاصمة الجزائرية، حيث قام بربط نفسه بحبل معقود على الجسر، وذلك على الساعة 7 و38 دقيقة صباحا، وألقى بنفسه من الأعلى، ليبقى معلقا بالحبل ويلفظ أنفاسه الأخيرة على الطريق السيار، حسب مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر.
وأقدم شاب ، مساء يوم 28 فبراير 2021، يبلغ من العمر 19 سنة على وضع حدّ لحياته شنقا بمدينة وهران غبر الجزائر.
وسبق للشاب أن قام بذبح نفسه من الوريد إلى الوريد بواسطة شفرة حلاقة امام متوسطة بوزراد حسين في حي جبانة ليهود. وحسب ما أكده المكلف بالاعلام بمديرية الحماية المدنية فإن الشاب مجهول الهوية يتراوح سنه ما بين 23 و25 سنة.
وتكشف ظاهرة تكرار محاولات الانتحار في الجزائر، من طرف “مسحوقين” ومظلومين، سواء شبابا أو غيرهم، أن الدافع وراء إقدامهم على الانتحار أو التهديد به، كشكل من أشكال الاحتجاج تارة حرقا أو برمي أنفسهم من علو بنايات شاهقة، أنّ الدافع الرئيسي وراء استنفاذهم “الطمع في رحمة ربي” هو “حكرة” المسؤولين المحليين من رؤساء بلديات ومنتخبين ورؤساء دوائر.
بعد الإحباط الذي أعقب الأمل الناتج عن الحراك الشعبي في الجزائر، عاد الشباب إلى خيار الهجرة السرية إلى الشواطئ الأوروبية، أملاً منهم بحياة أفضل بعدما عجزت حكومة عبدالمجيد تبون الجديدة عن تحقيق أي من وعودها، ما أفقدهم الأمل مرة أخرى.
من جهة أخرى، عادت ظاهرة “الحريك” بقوة بسبب تبخّر أحلام الشباب وتقلّص آفاق التغيير واليأس السياسي والاجتماعي، إضافة إلى التضييق السياسي والإعلامي، حيث قرر الكثير منهم المغامرة مجدداً والسعي إلى الهجرة السرية من خلال مراكب تقليدية، على الرغم من المخاطر الكبيرة، وعادت الأخبار المتعلقة بإحباط محاولات الهجرة أو وصول مهاجرين إلى السواحل الإسبانية والإيطالية تتصدر نشرات الأخبار واهتمامات الجزائريين.
ومنذ بداية شهر يوليو الماضي، أحبط خفر السواحل الجزائري محاولات هجرة سرية لنحو 472 مهاجراً. وقبل أيام، أوقف 103 مهاجرين، إضافة إلى 146 مهاجراً كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع في كل من وهران وتلمسان غربي البلاد، وعنابة وسكيكدة والطارف شرقي البلاد خلال عمليات عدة. وفي 25 يوليو/ تموز الماضي، أعلن خفر السواحل إحباط محاولات هجرة سرية لـ 218 شخصاً كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع في كل من الشلف ووهران ومستغانم وعين تموشنت غربي الجزائر.
وتشير تقارير صحافية إسبانية إلى أنه خلال فترة قصيرة، وصل أخيراً أكثر من 400 مهاجر جزائري إلى السواحل الإسبانية، كانوا على متن 31 قارباً، وتم وضعهم في مخيمات تسهر عليها الشرطة”. ونشرت صحيفة “الإسبانيول” الإسبانية تقريراً عن وصول 457 مهاجرا جزائريا إلى ساحل جزيرة موريس، وقد تم توقيفهم من قبل الشرطة الإسبانية.
وخلال الفترة الممتدة من 10 إلى 17 نوفمبر الماضي، تمكنت قوات خفر السواحل والدرك من إحباط محاولات هجرة غير شرعية وإنقاذ 290 شخصاً كانوا على متن قوارب مطاطية وقوارب تقليدية الصنع بـ8 محافظات من شرق إلى غرب البلاد مروراً بوسطها.
ووفقاً لآخر أرقام قدمتها الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود المعروفة بـ”فرونتكس” قبل شهرين فقد بلغ عدد المهاجرين الجزائريين السريين الذين سلكوا طريق غرب البحر المتوسط باتجاه إسبانيا نحو 5225 “خلال الأشهر الثمانية الأولى” من 2020، مقابل 865 باتجاه وسط البحر المتوسط نحو إيطاليا.
ووصلت ذروة الهجرة السرية من الجزائر إلى إسبانيا شهر يونيو الماضي، عندما أعلنت السلطات الإسبانية وصول نحو 800 جزائري بطريقة سرية إلى أراضيها “خلال الأسبوع الأخير من يونيو“.