تقاطبات وتجاذبات… حلفاء الأمس أعداء اليوم
عبد الحق هقة
صحيح، كما يقول الباحث مايكل هدسون، أن العالم يشهد تغيرات ضخمة في موازين القوى بسبب صعود القوى الكبرى الآسيوية الثلاث (الصين والهند واليابان) معاً للمرة الأولى في التاريخ، إلا أن الصحيح أيضاً، أن أيّا منها أو حتى كلها مجتمعة، لا تطمح ولا هي قادرة على الحلول مكان الزعامة الأمريكية في العالم في المرحلة الراهنة التي تتزامن وتسلم بايدن مفاتيح البيت الأبيض ، وهو ما يفسر التحولات التي تطرأ حاليا على العلاقات الدولية ، حيث تحول أصدقاء الأمس إلى أعداء اليوم ( سوء الفهم الواقع حاليا بين السعودية و الإمارات ومصر) وتحول أعداء الأمس إلى أصدقاء اليوم ( التقارب الفرنسي التركي ) .
الآن ، وطالما أن الصورة على هذا النحو فإن ” سوء التفاهم العميق ” الحاصل حاليا بين المغرب وألمانيا لا يمكن أن يكون في معزل عن ما يحدث حاليا على مستوى العديد من التقاطبات والتجاذبات في العلاقات بين العديد من الدول .
هو منطق ديبلوماسي وسياسي جديد أدى إلى بروز مفاهيم جديدة منها على الخصوص ” قطع العلاقات مع السفارات وليس الدول ” .
هذه المعطيات مجتمعة تشي بأن هناك رغبة منذ صعود جو بايدن إلى البيت الأبيض في وضع ترتيبات لإعادة رسم الخريطة السياسية وهو ما ينبؤ ببروز تحالفات ومفاهيم جديدة لم نتوقع يوما ظهورها .
و من المحتمل جدا أن يتبيّن العالم الخيط الأبيض من الأسود في هذا الأمر في المفاوضات الأمريكية – الإيرانية، سواء السرية منها أو العلنية والتي ستتكثف فيها أدوار كل اللاعبين الدوليين المعنيين بالمنطقة، من روسيا والصين إلى الإتحاد الأوروبي.